❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
يكتبها : محمد علي الحريشي
عندما ذهب المجرم« ناتنياهو» في منتصف الأسبوع الماضي إلى زيارة «واشنطن»، كان يحمل في جعبته فرض شروط الإستسلام على المقاومة الفلسطينية في غزة، ونزع سلاح حزب الله من لبنان، وفرض عملية تطبيع مجانية وبشروط صهيونية على النظام السوري الداعشي وعلى الحكومة اللبنانية،وفرض المزيد من الضغوط على الحكومةالإيرانية لتدمير البرنامج النووي الإيراني،وشن عدوان عسكري واسع على اليمن، لإنهاء سيطرته على البحر الأحمر، ولوقف ضرباته الصاروخية على كيان العدو الصهيوني.
حمل المجرم ناتنياهو كل تلك الملفات والقضايا في جعبته، أثناء زيارته لواشنطن ولقاءه مع كبار المسؤولين الأمريكان، وفي مقدمتهم الرئيس «ترامب، متوهماً ومتشجعاً بنتائج النصر، الذي حققه العدوان الأمريكي الصهيوني على إيران، فقد أراد من زيارته لواشنطن، أن يضع اللمسات الأخيرة مع أركان الإدارة الأمريكية، على تنفيذ تلك المشاريع دفعة واحدة، حتى يضمن بقاءه على رأس حكومة اليمين الصهيونية المتطرفة في السنوات القادمة، وحتى يحقق حلم بني صهيون في إقامة مملكة داوود اليهوديّة الصهيونية، التي لم تعد حدودها محصورة بين النيل والفرات، كما هي محددة في مقررات ووثائق وأدبيات المؤتمرات الصهيونية، منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، بل أصبح الطموح اليهودي الصهيوني أبعد من ذلك بكثير، خاصة مع تمكن جماعة اليمين الصهيوني المسيحي الأنجليكاني البروتوستنتاني الأمريكي، من مقاليد صناعة القرار داخل الدولة الأمريكية العميقة، على مدى السنوات الماضية، خاصة من عهد إدارات الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش(الإبن)، ومابعدها من إدارات حتى الوقت الراهن، تلك الجماعة الصهيونية المسيحية الأمريكية التي أطلق عليها مسمى«جماعة المحافظين الجديد» تربطها بالصهيونية اليهوديّة عقائد «أوهام» مشتركة منها؛ (أنه ومن أجل التعجيل بنزول يسوع المسيح المخلص إلى الأرض، لابد قبل ذلك من العمل، لأجل تحقيق قيام مملكة داوود اليهوديّة لتحكم العالم، كل العالم «هكذا»)، لأن المعتقدات«الدينية المحرفة»، التي تحملها جماعة أو أتباع الكنيسة الأنجليكانية البروتوستنتانية في أمريكا وبريطانيا، تزعم أن «يسوع المخلص» لاينزل إلى الأرض إلا بعد قيام مملكة داوود اليهوديّة الصهيونية ومركزها مدينة القدس«أور شليم»، فهم أي« اليمين المسيحي المتطرف»، يعتقدوا أنه بعدما ينزل يسوع المسيح «عيس بن مريم عليه السلام» إلى الأرض، سوف يحكم أهل الأرض بشريعة الإنجيل،وسوف يصبح أتباع الكنيسة الأنجليكانية البروتوستنتانية، هم الحكام على العالم، وبقية البشر لهم أتباع وعبيد، والصهينوية اليهوديّة يعتقدوا أن «يسوع المسيح»، بعد ماينزل إلى الأرض سوف يحكم بشريعة «موسى» أي بالتوراة والتلمود، وسوف يكون على راس حكومة العالم، أو سوف يهيىء لهم ملك متوج من نسل بني إسرائيل، ليكون ملكاً على رأس مملكة داوود اليهوديّة التي تحكم كل العالم.
على تلك المعتقدات الخرافية الفاسدةوالباطلة والمحرفة، تدير الإدارات الأمريكية المتعاقبة، والحكومات الصهيونية المتتالية، الحروب المدمرة والمجازر في المنطقة العربية والإسلامية،من أجل تحقيق تلك الأهداف والطموحات التي يحلمون بها. فلم تكن زيارة رئيس وزراء العدو الصهيوني «بنيامين ناتنياهو» إلى واشنطن يوم الإثنين الماضي، غير تحقيق لفصل جديد من فصول المخططات الأمريكية والصهينوية، لتحقيق أهداف تهجير الشعب الفلسطيني من غزة ومن الضفة الغربية والقدس الشرقية، والقضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة، والقضاء على أطراف المقاومة في لبنان واليمن العراق وإيران، ولم تكن عمليّة فرض التطبيع مع عدد من الأنظمة العربية، غير مرحلة أولى من مراحل السيطرة اليهوديّة الصهيونية الكاملة على بلدان تلك الأنظمة.
لم تكن الدعوة التي أطلقها الرئيس الأمريكي «ترامب»، إلى ضرورة وقف القتال في غزة، وعمل هدنة مؤقتة ب«60»يوما، غير خداع وتمويهعلى المخطط الحقيقي، وهو القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة، وسحب سلاحها ونفي ماتبقى من قياداتها الميدانية إلى خارج القطاع، وتنفيذ بعد ذلك مشروع تهجير أبناء غزة إلى خارج وطنهم، ولم تكن مفاوضات الدوحة، غير وسيلة وشكل من أشكال الخداع، وكمبارس فضفاض، ومبرر لإتخاذ خطوات لاحقة من العدوان على الشعب الفلسطيني،ومحطة لإنتزاع شرروط إستسلام من الوفد الفلسطيني المفاوض، لتقديم تنازلات تلبي المشروع الأمريكي الصهيوني، بتصفية القضية الفلسطينية. فالأمريكي والصهيوني بنوا مخططاتهم التكتيكية، لتحقيق طموحاتهم في محطة زيارة «ناتنياهو» إلى واشنطن، وفقاً للثقة الزائدة التي توهموا من خلالها، على تحقيق نتائج وإنتصارات قوية من عدوانهم على إيران، وماصاحب ذلك من حملات دعائية إعلامية أمريكية صهيونية مضللة، على أنهم حققوا الأهداف من العدوان على إيران، وقضوا على برنامجها النووي ودمروا ترسانتها الصاروخية وقضوا على أهم قياداتها العسكرية، وقضوا على أهم علماء الذرة في إيران، سوقت الدعاية الإعلامية الأمريكية والصهينوية تلك المزاعم، وبالتالي الشروع والبدىء في تنفيذ الخطوات التالية، للقضاء على بقية قوى المقاومة، وتصفية القضية الفلسطينية.
لكن كيف تحطمت الأحلام الأمريكية والصهيونية، وتغيرت الموازين لصالح قوى المقاومة، خلال فترة الخمسة الأيام التي مكثها ناتنياهو في واشنطن؟
عندما ذهب المجرم ناتنياهو إلى واشنطن، فجرت قوى المقاومة الفلسطينية في غزة، مفاجئات أصابت العدو الصهيوني بمقتل، وخلطت على ناتنياهو الأوراق، بتصعيدها عملية الكمائن وتفجير الأليات وقتل وجرح الجنود الصهاينة، وبالتزامن عندما شن جيش العدو الصهيوني الغارات الجوية على اليمن، في نفس الوقت الذي كان رئيس وزراء كيان العدو في طريقه إلى واشنطن، كان ناتنياهو يريد تحقيق مفاجئة عسكرية كبيرة في اليمن، تمهد له الطريق من تحقيق أهداف زيارته لواشنطن، كان مؤمل من الضربةالعسكرية الصهيونية على اليمن، أن تطال رؤوس قادة من العيار الثقيل، وتدمر مراكز حساسة داخل العاصمة صنعاء، لكن ماذا جرى؟، إستعدت القوات المسلحة اليمنية لتلك الضربة، بنصب وتشغيل الدفاعات الجوية، التي أفشلت مخططات العدوان الجوي الصهيوني، لاشك أن القيادة اليمنية، تراقب التحركات والمخططات الأمريكية والصهينوية ضد اليمن، من يوم وقف إطلاق النار، بين إيران وكيان العدو، لذلك خلطت العملية العسكرية اليمنية- في التصدي للعدوان الجوي الصهيوني-، الأوراق على رئيس وزراء العدو الصهيوني، وأتبع الجش اليمني بهجوم مزدوج طال المدن الصهيونية المحتلة، بالصواريخ الفرت صوتية والطائرات المسيرة، وقصف سفينتين تجاريتين صهيونتين في البحر الأحمر وإغراقهما، العمليات العسكرية اليمنية كان لها الوقع الكبير والتأثير في خلط الأوراق الأمريكية والصهينوية، في محطة مؤامراتهم الجديدة في لقاء واشنطن، وغيرت من إتجاه بوصلة المؤامرات، إلى إتجاهات الخيبة والفشل والإحباط.
بالنسبة لقيادة حزب الله، كان لديها نفس مالدى مقاومة حماس والقيادة اليمنية، من إدراك لأبعاد المؤامرات الأمريكية والصهينوية، من زيارة ناتنياهو لواشنطن وماتهدف إليه، فكانت مواقف أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، رافضة لمخططات نزع سلاح حزب الله، ومابين اليوم الأول لزيارة ناتنياهو إلى واشنطن، ومابين اليوم الأخير من الزيارة، تغيرت الأوضاع رأساً على عقب، وتبعثرت أوراق الملفات التي كان يحملها رئيس الوزراء الصهيوني، وتلاشت أحلام وطموحات كل من« ترامب» «وناتنياهو»، في تحقيق خطوات وأهداف مإجتمعوا لأجله، ولم يعد وجود الوفد الفلسطنيي المفاوض في الدوحة، كمبارس ومشهد مسرحي تراجيدي، رسمته الإدارة الأمريكية في إحدى فصول المخططات الأمريكية والصهينوية على القضية الفلسطينية، من أجل فرض شروط الإستسلام على الوفد الفلسطنيين، بل أصبح وجود الوفد الفلسطنيي في الدوحة، بعد المتغيرات والأحداث التي أحدثتها المقاومة الفلسطينية في غزة والفعل اليمني في البحر الأحمر، وموقف حزب الله الجديد،كل ذلك أصبح يمثل لوجود الوفد الفلسطيني المفاوض في الدوحة، وجود حقيقي نداً بند، أكسبته تلك المتغيرات، القوة والثبات في مواقفه التفاوضية.
ولذلك مطلوب من الوفد الفلسطنيي المفاوض في الدوحة، مراعات الأوضاع السياسية والعسكرية الجديدة، التي قلبت الطاولة على العدو الصهيوني والأمريكي رأساً على عقب، ورفض الإملاءات والشروط الأمريكيةوالصهيونية على طاولة التفاوض، التي بنوها على واقع الوهم من مواقفهم القوية، قبل حدوث المتغيرات التي أحدثتها قوى المقاومة الفلسطينية في غزة، و الجيش اليمني في البحر الأحمر.
على الوفد الفلسطيني المفاوض، رفض المطالب الصهيونية، لخلق مناطق معزولة في جنوب قطاع غزة، التي هي عبارة عن معسكرات إعتقال، ورفض بقاء الجيش الصهيوني في أية منطقة من مناطق غزة، ورفض أية شروط صهيونية، في كيفية إدخال وتوزيع المواد الغذائية والدوائية، وغيرها من المواد على أبناء غزة ،ورفض الضبابية في هدنة 60 يوم، والمطالبة بوقف دائم للعدوان،ورفص مطالب نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، ورفض تهجير قيادات حماس والجهاد وغيرهم من قوى المقاومة الفلسطينية، إلى خارج قطاع غزة.